تراست السيدة الوزيرة اشغال ورشة وطنية "التلوث البلاستيكي: تحديات وآفاق"
في إطار تخليد اليوم العالمي للبيئة، ترأست السيدة ليلى بنعلي وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة أشغال ورشة وطنية في موضوع: "التلوث البلاستيكي: التحديات والفرص"، وذلك يوم الجمعة 9 يونيو 2023 بالرباط.
بالنسبة لهذه السنة التي تخلد للذكرى الخمسين لهذا اليوم العالمي، فقد تم اختيار موضوع التلوث البلاستيكي، للتعبير عن ضرورة تسريع تعبئة كل الأطراف المعنية سواء على المستوى الدولي، أو الوطني، أو الاقليمي لمواجهة هذه الإشكالية التي أصبحت تشكل خطرا كبيرا على كوكبنا. وحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يتم انتاج أكثر من 400 مليون طن من البلاستيك سنويًا في جميع أنحاء العالم، نصفه تقريبا يتم استعماله مرة واحدة فقط ليصبح بعد أقل من سنة عبارة عن نفايات، حيث يحتاج إلى مئات السنين لكي يتحلل كليا.
وتزامن هذا الملتقى مع تخليد اليوم العالمي للمحيطات، الذي يحتفل به في 8 يونيو من كل سنة. ولقد أصبحت هذه النظم البيئية، الحيوية لاستمرار الإنسانية، مستودعا لكميات هائلة من النفايات حيث تمثل النفايات الناتجة عن الأنشطة الانسانية نسبة 80% يمثل البلاستيك 75% منها. ويتدفق حوالي 11 مليون طن من النفايات البلاستيكية سنويًا في المحيطات، وقد يتضاعف هذا العدد ثلاث مرات بحلول عام 2040، مما يؤثر سلبا على النظم الأيكولوجية وعلى صحة الانسان. ويتسبب هذا الصنف من التلوث العابر للحدود في أضرار بيئية جسيمة تترتب عنها تكاليف اجتماعية واقتصادية باهظة.
وقد أولى المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله، اهتماما خاصا بقضايا التلوث عامة والبلاستيكي خاصة، حيث انضمت بلادنا إلى مختلف الاتفاقيات متعددة الأطراف والإقليمية المتعلقة بالموضوع. كما اتخذت مجموعة من الإجراءات القانونية والتنظيمية، وتم إطلاق عدة برامج عملية بهدف التقليص والوقاية من النفايات البلاستيكية وذلك بمساهمة جميع الأطراف المعنية.
وفي مداخلة لها اثناء الجلسة الافتتاحية، أشادت السيدة وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة بالجهود المبذولة من طرف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، تحت رئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، والرامية لتنزيل برنامج شواطئ نظيفة وعملية «بحر بلا بلاستيك" المنظمين على مستوى عدة مدن ساحلية بالمملكة. كما أـكدت أن رفع تحدي تدبير النفايات البلاستيكية، يستوجب مراجعة كل مراحل منظومة البلاستيك وذلك عبر إاعتماد منهجية الاقتصاد الدائري انطلاقا من تصميم المنتوج الى مرحلة التدوير. وأشارت الى أن التحول إلى الاقتصاد الدائري سيمكن من تقليل إنتاج المواد البلاستيكية البكر بنسبة 55% من توفير 70 مليار دولار وتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 25% وخلق 700 000 فرصة عمل إضافية خاصة في الدول النامية في افق 2040.
وذكرت السيدة الوزيرة أنه نظرا لخطورة هذا التلوث على المستوى العالمي وتداعياته السلبية على البيئة، يجب وبشكل استعجالي تعزيز تعبئة جميع الأطراف الفاعلة لوضع المقاربات التنسيقية الضرورية من أجل بلورة حلول مستدامة في إطار منهجية مندمجة تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية للبلاستيك.